" بيان الإدارة الذاتية ليس تكتيكياً بل إستراتيجي"

صرح الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، حسن كوجر، إن الإدارة الذاتية تعمل جاهدة من أجل حل ديمقراطي للأزمة السورية، وقال: "نحن نحاول من أجل سوريا كلها والحياة المستقرة للشعوب "

لم تُحل الأزمة السياسية في سوريا منذ 12 عاماً.ولقد  حاولت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عدة مرات إقامة علاقة مع حكومة دمشق. حيث أعلنت الإدارة الذاتية عن بيان من ثماني نقاط في 18 نيسان من أجل حل سلمي وديمقراطي.

وفي السياق، أجاب الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، حسن كوجر، على أسئلتنا حول بيان الإدارة الذاتية عن حل الأزمة السورية.

* في اليوم الذي انتهى فيه الاستعمار الفرنسي في سوريا، ما كان هدفكم من بيان حل الأزمة السورية؟

ان الهدف الأساسي من البيان هو حل الأزمة السورية. ونريد حل المشاكل في سوريا بالوسائل السياسية. ونحن كالإدارة الذاتية قلنا لكل القوى أننا نريد حل الأزمة السورية مع سوريا. وطبعاً، من أهم قواعد الإدارة الذاتية هي حماية وحدة سوريا وكامل أراضيها. ولقد قلنا مرات عديدة أن الأزمة السورية لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية.

ولم تكن الاجتماعات في أستانا وجنيف وما إلى ذلك والتي تم القيام بها لحل الأزمة السورية، حلاً للأزمة السورية، بسبب عدم تواجد إرادة للشعب السوري في هذه الاجتماعات. كما أن القوى الديمقراطية والإدارة الذاتية والشخصيات التي تمثل سوريا غير موجودين في هذه الاجتماعات. ويجتمع فقط أولئك الذين يمثلون الدول في هذا الاجتماع. وعقدت هذه اللقاءات لمصالح الدول. وان اجتماع بين الأربعة الدول هو كذلك. ولا يمكن لسوريا - روسيا - إيران - تركيا حل الأزمة السورية من خلال الاجتماع، لأن هذا اللقاء بين الدول الأربع لم يتم لمصلحة الشعب السوري، بل لمصلحة هذه الدول. وان الغرض الرئيسي من هذه الاجتماعات التي تلتقي فيها القوى الأربعة ليس لحل الأزمة السورية بل إدارة الأزمة السورية. وان مثل هذه اللقاءات التي عقدت مؤخراً كانت لتعميق الأزمة السورية بشكل نهائي لتدمير سوريا.

ضياع جزء مع كل لقاء

اُحتل جزء من سوريا مع كل لقاءات أستانا، وتغيرت التركيبة السكانية. ولقد اُرتكبت جريمة حرب. وان كل اللقاءات في أستانا قد عقدت لاستعداء الشعب السوري. وان الأزمة السورية ليست أزمة أمنية. بل ان الأزمة السورية هي أزمة سياسية ووطنية وديمقراطية وإدارة الشعب نفسه بنفسه. كيف تتقرب تركيا من القضية الكردية الآن؟ تقول، سأحمي أمني القومي. كما تقول إيران أيضاً إن الحرب يجب ألا تدخل حدودي. كما تشارك سوريا في هذه الاجتماعات لحماية سلطتها.

* هل يمكنك شرح الحل نقطة بنقطة بمثال؟

نحن كالإدارة الذاتية، نعتبر حماية سوريا كلها واجبنا ومسؤوليتنا ونصر على ذلك. لدينا مسؤولية تاريخية عن الدروز والعلويين والسنة والكرد والعرب والسريان وغيرهم. ونحن ضد الحروب والصراعات بين الشعوب. وان النقطة الثانية هي أن سوريا تتخلى عن مفهومها للمركزية. حيث يجب على المرء بناء نظام إداري سياسي غير مركزي، ولكن نظام ديمقراطي محلي.

وان النقطة الثالثة هي أن كثيرين ينتقدون الإدارة الذاتية، بدعوى أننا نرغب في تقسيم سوريا.وان هدفنا ليس تقسيم سوريا، بل حل الأزمة السورية بوحدة الأرض السورية. وتقول بعض الدوائر إنهم جواسيس أمريكيون. وبهذه الطريقة، يريدون إتهام الإدارة الذاتية. ونحن نصر على أن المكاسب الاقتصادية في المنطقة تخص الشعب السوري. ونقول إنه يجب توزيع العمل على الشعب السوري بطريقة عادلة. ويجب لا يظل بعض الشعوب محرومون منها. وان هذا هو أيضاً مبدئنا. وان البيان الذي نشرناه ليس تكتيكاً، بل طورناه ضد الدولة السورية. ومنذ اليوم الأول وحتى الآن، حاولنا من أجل سوريا بأكملها ومصرون على أن يعيش الشعب بسلام.

* لقد زادت مؤخراً لقاءات الدول العربية مع سوريا. كيف تقيمون هذا؟

أرادت سوريا، تعزيز علاقاتها مع الدول العربية خاصة بعد الزلزال والعودة إلى ما قبل 2011، فقد عقدوا عدة لقاءات. ونحن لا نعارض انضمام سوريا مرة أخرى إلى الجامعة العربية. لكن مناشدتنا للدول العربية أن تحل الأزمة السورية مع الشعب السوري على أرضه. وان موقف سوريا بضرورة مغادرة تركيا لسوريا موقف صحيح وحسن التوقيت. وإذا تخلت سوريا عن هذا الموقف، فإنها ستعطي جزءاً من بلدها لدولة أخرى.

ونحن مؤيدون لهذا الموقف السوري الذي يريد لتركيا أن تغادر سوريا. وان هدف آخر للإدارة الذاتية هو إخراج تركيا من سوريا. وسبب تعميق الأزمة السورية هو تركيا. لقد جلبت تركيا داعش إلى سوريا، وأحدثت الفوضى والاضطرابات في سوريا، وأخرجت الثورة السورية عن مسارها، ونهبت ودمرت سوريا. ويجب على الجميع رؤية هذه الحقيقة ومعرفتها. مفهوم الدولة التركية هو كيفية القضاء على الشعوب وتركهم في مواجهة الإبادة.

* لماذا يعقد نظام أنقرة لقاءات مع سوريا؟

قبل انتخابات 14 أيار، تريد ان تكون سوريا الوسيط في الانتخابات. ومن أجل زيادة أصواته، يقترب أكثر من سوريا. حيث إنه يحاول السيطرة على السوريين الذين هاجروا إلى تركيا. ويريد تقوية سلطته من خلال تقوية علاقاته مع سوريا. يجب على العشائر هنا التواصل مع بشعبنا من المهاجرين السوريين وإخبارهم بعدم التصويت لنظام أردوغان، لأن سياسة أردوغان هي سياسة الحرب والقضاء على الشعوب والثقافات. وان التصويت لأردوغان سيجعل من أردوغان يعلن الحرب. وستحدد هذه الانتخابات مصير الشعب. كما ستتغير الأزمة السورية مع هزيمة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.